السرقات العلمية (الجزء الاول)

السرقات العلمية ..القصة كاملة

السرقات العلمية من اكثر المواضيع المعقدة فى المجتمع العلمى والتي لا يتحدث عنها الكثيرون واذا تحدثوا عنها كان الحديث همسا، حيث يعتقد الجميع انهم اذا تحدثوا عن تعرض انتاجهم العلمى للسرقة، ان هذا يقلل من شانهم او هيبتهم او من شان وهيبة العاملين فى مجال البحث العلمى بجميع فروعه المختلفة، لأنه من اساسيات العمل فى مجال البحث العلمى ان يتصف الباحث بالأمانة العلمية (التزام ادبى وأخلاقي)، ورغم ذلك نجد ان هناك قلة من الباحثين تسئ الى الحياة الاكاديمية والبحثية بتصرفاتها المشينة ومن ضمنها السرقات العلمية، وهذه حقيقة مؤكدة ويجب ان نعترف بها، حتى نستطيع ان نجد الحلول الجذرية لها (طبعا ليس منها ان ندارى الموضوع او نتكتم عليه حفاظا على هيبة المؤسسة البحثية، لأننا بهذا نؤدى الى زيادة الفساد داخل المجتمع الأكاديمي، وذلك بناءا على مبدا من امن العقاب اساء الادب)، وفى حالات اخرى قد يخاف صاحب الحق من السارق نفسه، لأنه قد يكون اما صاحب منصب او نفوذ، او انه لا يوجد رادع حقيقي للسارق، حيث ان جميع قوانين حقوق الملكية الفكرية مجرد حبر على ورق، وتحتاج لوقت ومجهود كبير، لا يملكه الباحث الحقيقي، لأنه دائما يركز فى عمله فقط، ويحتاج لمزيد من الهدوء والتركيز لكى يبدع فى عمله، فمهنة البحث العلمى من المهن الشاقة والتي يجب على الباحث الذى يعمل فى هذا المجال ان يكون محبا وشغوفا، بل اكاد اجزم انه يجب ان يكون عاشقا لعمله فى مجال البحث العلمى

السرقات العلمية منها انواع كثيرة، فهناك سرقة الافكار العلمية المنشورة، الاقتباس بدون ذكر المراجع، اعادة الصياغة، النسخ واللصق، الصور العلمية، الرسومات، الجداول .... الخ

السرقات العلمية أخطر جزء فى هذا الموضوع هو كيفية اثبات السرقات العلمية، وللأسف الشديد فان عملية اثبات السرقات العلمية ليست من السهولة وتحتاج لمجهود كبير لإثباتها، خاصة إذا كان السارق يتمتع ببعض الخبث (وليس الذكاء)، فهنا قد يجد المسروق نفسه متهم بالتجنى على السارق (وهذا من سخريات الموضوع) لان القانون هنا يطبق على المسروق لأنه لم يستطيع ان يثبت حقه واتهم السارق بدون وجود ادلة قانونية على السرقة. كذلك نجد ان هناك بعض السلوكيات الخاصة ببعض الباحثين حيث يستعرضون افكارهم العلمية التي ما زالوا يعملون عليها او لم تنشر كأبحاث علمية بعد امام الاخرين، وهذا من أخطر الامور التي نهمل فيها، وتورطنا فى مشاكل كثيرة مع الاخرين (فى احيان كثيرة من خارج التخصص، حيث يقوم بنقلها مع شخص اخر من التخصص ويضيع حق صاحب الفكرة الاصلية)، وهنا يجب ان نحافظ على اسرار ابحاثنا العلمية ولا نتحدث عنها ببساطة حتى لا تسرق ونكون نحن السبب

السرقات العلمية فى حالة اثبات حدوثها بالأدلة القانونية الدامغة، هنا عليك ان تدور فى دائرة قطرها الكرة الارضية كلها، حتى تستطيع ان تثبت حقك، وحقك يكون عبارة عن عدم تقدم السارق بالبحث للترقية (هذا إذا كان معك فى نفس المؤسسة البحثية)، وعدم سحب البحث حتى لا يؤثر على سمعة الجهة البحثية. الحالة الاخرى اذا كان السارق يعمل فى مؤسسة بحثية مختلفة، فهنا يتم تشكيل لجنة وتنظر فى الموضوع ثم يتم رفع الموضوع الى رئيس المؤسسة، ويتم عرضها على الشئون القانونية لإعداد مذكرة لإرسالها الى المؤسسة البحثية الاخرى، ثم يتم ارسال المذكرة بالبريد، وعندما تصل الى المؤسسة البحثية الاخرى يتم عرضها على لجنة علمية لدراساتها واعداد مذكرة بالموضوع ثم عرضها على المستشار القانوني لعمل مذكرة لإرسالها للجهة الشاكية (فى الغالب لا تعترف بالموضوع، لعدم كفاية الادلة)، وهكذا تمر الاعوام وانت تنتظر حقك، وقد لا يأتي وانت على قيد الحياة.


 

الموضوع يعبر عن رأى الشخصي وقابل للنقاش والنقد الموضوعي.


 

ليست هناك تعليقات:

Popular Posts