علم أمراض النبات

عن الموقع

موقع علم أمراض النبات هو منصة متخصصة في تقديم معلومات موثوقة حول أمراض النبات وعلاجها.

أبحاث أمراض النبات

الأبحاث

نقدم أحدث الأبحاث العلمية حول أمراض النبات وطرق الوقاية منها.

مقالات أمراض النبات

المقالات

مقالات شاملة ومفيدة عن أمراض النبات وإدارتها بشكل احترافي.

تواصل معنا - موقع أمراض النبات

تواصل معنا

للاستفسارات، يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.

Prof. Khaled Arafat أستاذ أمراض النباتات
Author Image

الخميس، 27 فبراير 2025

تأثير التغيرات المناخية على أمراض البياض الزغبي

 تأثير التغيرات المناخية على أمراض البياض الزغبي

مقدمة:

أمراض البياض الزغبي هي مجموعة واسعة الانتشار من الأمراض النباتية التي تصيب العديد من المحاصيل الزراعية الهامة، مثل العنب، والخس، والخيار، والبصل، والبقوليات، والقرعيات، والعديد من النباتات الزينة. تسبب هذه الأمراض مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة تُعرف باسم الأويميسيتات، والتي تشبه الفطريات في سلوكها ولكنها متميزة عنها من الناحية التصنيفية. تتميز أمراض البياض الزغبي بقدرتها على الانتشار بسرعة في الظروف المناخية الرطبة والمعتدلة، والتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للمزارعين. تتفاقم التحديات المرتبطة بإدارة هذه الأمراض في ظل التغيرات المناخية، مما يستدعي فهمًا أعمق لتأثير هذه التغيرات وتطوير استراتيجيات تكيف فعالة.

المسبب المرضي: الأويميسيتات المسببة للبياض الزغبي

أمراض البياض الزغبي ليست ناتجة عن فطر واحد، بل تسببها مجموعة متنوعة من الأويميسيتات، تنتمي بشكل رئيسي إلى الأجناس التالية:

  • Plasmopara: يشمل هذا الجنس العديد من الأنواع الهامة، مثل Plasmopara viticola المسبب للبياض الزغبي في العنب، وهو من أخطر أمراض العنب على مستوى العالم.

  • Peronospora: يشمل هذا الجنس مسببات البياض الزغبي في البصل (Peronospora destructor)، والخس (Peronospora hyoscyami f. sp. lactucae)، والسبانخ (Peronospora effusa)، والبقوليات (Peronospora viciae f. sp. pisi).

  • Bremia: يشمل هذا الجنس Bremia lactucae المسبب للبياض الزغبي في الخس، وهو مرض شائع ومدمر للخس في العديد من المناطق.

  • Pseudoperonospora: يشمل هذا الجنس Pseudoperonospora cubensis المسبب للبياض الزغبي في القرعيات (الخيار، القرع، البطيخ)، وهو مرض هام يهدد إنتاج القرعيات في جميع أنحاء العالم.

خصائص الأويميسيتات المسببة للبياض الزغبي:

  • ليست فطريات حقيقية: على الرغم من أنها تشبه الفطريات في نمط حياتها وتسببها للأمراض، إلا أن الأويميسيتات تختلف عن الفطريات الحقيقية في تركيبها الخلوي وجدرانها الخلوية.

  • تكوين الجراثيم المتحركة (Zoospores): تتميز الأويميسيتات بقدرتها على إنتاج الجراثيم المتحركة (zoospores) التي تسبح في الماء وتساعد في الانتشار السريع للمرض في الظروف الرطبة.

  • التخصص العائلي: عادة ما تكون الأويميسيتات المسببة للبياض الزغبي متخصصة في إصابة أنواع معينة من النباتات أو عوائل نباتية محددة. على سبيل المثال، Plasmopara viticola يصيب العنب بشكل رئيسي، و Peronospora destructor يصيب البصل بشكل رئيسي.

  • دورة حياة قصيرة: تتميز الأويميسيتات بدورة حياة قصيرة، مما يسمح لها بالتكاثر والانتشار بسرعة في الظروف المناسبة، وتكوين أجيال متعددة في الموسم الواحد.

  • الاعتماد على الرطوبة: تعتمد الأويميسيتات بشكل كبير على الرطوبة الحرة (مثل الندى والأمطار والري) لإنبات الأبواغ والعدوى والانتشار.

الظروف المناخية المناسبة لحدوث المرض:

تتطلب أمراض البياض الزغبي ظروفًا مناخية محددة لتطورها وانتشارها بشكل وبائي:

  • رطوبة عالية: الرطوبة العالية هي العامل المناخي الأكثر أهمية لتطور البياض الزغبي. رطوبة نسبية تزيد عن 85-90% لفترات طويلة ضرورية لإنبات الجراثيم وتكوين الرطوبة الورقية وانتشار المرض.

  • درجات حرارة معتدلة إلى باردة: تفضل معظم مسببات البياض الزغبي درجات حرارة معتدلة إلى باردة، تتراوح بين 10 و 25 درجة مئوية (50-77 فهرنهايت). بعض الأنواع قد تفضل درجات حرارة أكثر برودة (حوالي 10-18 درجة مئوية)، بينما أنواع أخرى قد تتحمل درجات حرارة أكثر دفئًا قليلاً (حتى 25 درجة مئوية). درجات الحرارة المرتفعة جدًا (أكثر من 30 درجة مئوية) عادة ما تثبط تطور البياض الزغبي.

  • فترات رطوبة ورقية طويلة: فترات طويلة من الرطوبة الورقية (أكثر من 4-8 ساعات في اليوم) ضرورية لإنبات الجراثيم واختراقها لأنسجة النبات. الندى والضباب والأمطار الخفيفة والري بالرش العلوي يمكن أن توفر الرطوبة الورقية اللازمة.

  • أمطار خفيفة إلى معتدلة: الأمطار الخفيفة إلى المعتدلة تساعد في انتشار الأبواغ المتحركة للأويميسيتات (zoospores) عن طريق الرذاذ وتوفر الرطوبة اللازمة لتطور المرض. الأمطار الغزيرة قد تغسل الجراثيم من على الأوراق وتقلل من شدة المرض مؤقتًا.

  • غياب الرياح القوية: الرياح الخفيفة إلى المعتدلة تساعد في انتشار الجراثيم ، ولكن الرياح القوية جدًا يمكن أن تجفف أسطح النباتات وتقلل من الرطوبة اللازمة لتطور المرض.

أعراض أمراض البياض الزغبي:

تختلف أعراض البياض الزغبي حسب نوع النبات العائل والمسبب المرضي، ولكنها تشترك في بعض الخصائص العامة:

  • بقع صفراء أو خضراء باهتة على السطح العلوي للأوراق: عادة ما تبدأ الأعراض على شكل بقع صغيرة صفراء أو خضراء باهتة غير منتظمة الشكل على السطح العلوي للأوراق. قد تكون هذه البقع زاوية الشكل أو مستديرة، حسب نوع النبات والمسبب.

  • نمو زغبي أبيض أو رمادي على الجانب السفلي للأوراق: العلامة المميزة للبياض الزغبي هي ظهور نمو زغبي أبيض أو رمادي أو بنفسجي على الجانب السفلي للأوراق، تحت البقع الموجودة على السطح العلوي. هذا النمو الزغبي هو عبارة عن الحوامل الاسبورانجية والجراثيم  الاسبورانجية للمسبب المرضي.

  • توسع البقع وتجفيف الأوراق: تتوسع البقع تدريجيًا وقد تندمج لتغطي مساحات كبيرة من الأوراق. تتحول الأوراق المصابة إلى اللون البني وتجف وتصبح هشة.

  • تشوه الأوراق والسيقان والثمار (في بعض الحالات): في بعض الحالات، قد تسبب أمراض البياض الزغبي تشوهًا للأوراق والسيقان والثمار، وتقزم النباتات، وتقليل الإنتاجية.

  • قد تصيب الأزهار والثمار (في بعض المحاصيل): في بعض المحاصيل مثل العنب والقرعيات، قد تصيب أمراض البياض الزغبي الأزهار والثمار أيضًا، مما يؤدي إلى خسائر إضافية في المحصول.

الخسائر الاقتصادية والاجتماعية:

أمراض البياض الزغبي تسبب خسائر اقتصادية كبيرة في العديد من المحاصيل الزراعية حول العالم:

  • خسائر في المحصول: يمكن أن تتراوح الخسائر في المحصول من نسبة بسيطة في الإصابات الخفيفة إلى 100% في حالات الأوبئة الشديدة. الأوبئة الشديدة من البياض الزغبي يمكن أن تدمر حقول العنب والخس والخيار والبصل والمحاصيل الأخرى بأكملها.

  • تدهور جودة المحصول: حتى في الحالات التي لا تؤدي إلى خسائر كاملة في المحصول، فإن أمراض البياض الزغبي يمكن أن تقلل من جودة المحصول وقيمته التجارية. على سبيل المثال، البياض الزغبي في العنب يمكن أن يقلل من جودة العنب المستخدم في صناعة النبيذ، والبياض الزغبي في الخس يمكن أن يقلل من جودة الخس الطازج.

  • زيادة تكاليف المكافحة: ينفق المزارعون مبالغ كبيرة على مكافحة أمراض البياض الزغبي، بما في ذلك شراء المبيدات الفطرية وتطبيقها، وتطبيق ممارسات زراعية وقائية. هذه التكاليف تقلل من أرباح المزارعين وتزيد من تكلفة إنتاج الغذاء.

  • قيود على التجارة: تفشي أمراض البياض الزغبي يمكن أن يؤدي إلى فرض قيود على تجارة النباتات والمنتجات الزراعية بين المناطق والبلدان، مما يؤثر على الاقتصاد الزراعي.

وسائل المكافحة المختلفة لأمراض البياض الزغبي:

تتطلب إدارة أمراض البياض الزغبي نهجًا متكاملًا يجمع بين عدة استراتيجيات:

  • الأصناف المقاومة: زراعة أصناف نباتية مقاومة للبياض الزغبي هي الطريقة الأكثر فعالية واستدامة للسيطرة على المرض. ومع ذلك، لا توجد أصناف مقاومة تمامًا لجميع سلالات المسبب المرضي، وقد تتغلب سلالات جديدة على المقاومة الموجودة. التربية النباتية المستمرة لتطوير أصناف جديدة مقاومة وذات إنتاجية عالية أمر ضروري.

  • الممارسات الزراعية الوقائية:

    • الدورة الزراعية: تناوب المحاصيل العائلة مع محاصيل غير عائلة للحد من تراكم اللقاح المرضي في التربة.

    • الزراعة الصحية: استخدام بذور وشتلات سليمة وخالية من الأمراض.

    • تحسين الصرف والتهوية: زراعة النباتات في تربة جيدة الصرف وتجنب الزراعة الكثيفة لتحسين التهوية وتقليل الرطوبة حول النباتات.

    • إزالة بقايا النباتات المصابة: إزالة وتدمير بقايا النباتات المصابة بعد الحصاد للحد من مصدر اللقاح المرضي في الموسم التالي.

    • الري السليم: تجنب الري بالرش العلوي قدر الإمكان، واستخدام الري بالتنقيط أو الري السطحي الموجه لتقليل الرطوبة على الأوراق.

    • التقليم والتدعيم: تقليم وتدعيم النباتات لتحسين التهوية وتجفيف الأوراق بشكل أسرع.

  • المكافحة الكيميائية: تستخدم المبيدات الفطرية على نطاق واسع لمكافحة البياض الزغبي، خاصة في الزراعة التجارية. هناك أنواع مختلفة من المبيدات الفطرية فعالة ضد الأويميسيتات المسببة للبياض الزغبي، ولكن يجب استخدامها بحذر ومسؤولية لتجنب تطور مقاومة الممرض للمبيدات وتقليل التأثيرات السلبية على البيئة والإنسان. المبيدات الفطرية الوقائية (مثل مركبات النحاس والكلوروثالونيل) تستخدم للوقاية من الإصابة، بينما المبيدات الفطرية العلاجية (أو الجهازية) تستخدم لعلاج الإصابات القائمة. يعتمد اختيار المبيد الفطري وتوقيت التطبيق على الظروف المناخية ومرحلة نمو النبات ونوع المحصول وشدة المرض.

  • المكافحة البيولوجية: استخدام الكائنات الحية الدقيقة المفيدة (مثل بعض أنواع البكتيريا والفطريات والأكتينوميسيتات) للحد من نشاط الأويميسيتات المسببة للبياض الزغبي. المكافحة البيولوجية يمكن أن تكون بديلاً مستدامًا للمبيدات الكيميائية، ولكن فعاليتها قد تكون محدودة في الظروف الوبائية الشديدة.

  • نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بالمرض: تعتبر نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بالمرض أدوات قيمة لإدارة البياض الزغبي بشكل فعال ومستدام.

نظم التنبؤ بحدوث المرض (الإنذار المبكر) للبياض الزغبي:

تعتمد نظم التنبؤ بالبياض الزغبي على نماذج رياضية وحاسوبية تجمع بين البيانات المناخية (درجة الحرارة والرطوبة والأمطار والرطوبة الورقية) ومعرفة دورة حياة الأويميسيتات وعوامل أخرى للتنبؤ بمخاطر تفشي المرض وتوقيت التفشي. تستخدم هذه النظم معايير محددة للظروف المناخية التي تفضل الإصابة بالبياض الزغبي، مثل:

  • فترات الرطوبة الورقية: تراكم فترات طويلة من الرطوبة الورقية (مثل عدد ساعات الندى أو الضباب أو الأمطار الخفيفة).

  • درجات الحرارة المعتدلة: تراكم فترات من درجات الحرارة المعتدلة (بين 10 و 25 درجة مئوية) بالتزامن مع الرطوبة الورقية.

  • هطول الأمطار: كمية الأمطار وتوزيعها.

عندما تشير البيانات المناخية إلى تراكم عدد معين من الأيام أو الساعات المواتية، يتم إصدار إنذار مبكر للمزارعين، مما يتيح لهم اتخاذ إجراءات وقائية في الوقت المناسب، مثل:

  • تطبيق المبيدات الوقائية: تطبيق المبيدات الفطرية الوقائية قبل ظهور الأعراض الأولى للمرض، لحماية النباتات من الإصابة.

  • تعديل ممارسات الري: تعديل مواعيد الري وكمياته لتقليل الرطوبة الورقية.

  • تكثيف المراقبة الحقلية: زيادة المراقبة الحقلية للكشف المبكر عن ظهور الأعراض الأولى للمرض.

تأثير التغيرات المناخية على أمراض البياض الزغبي:

التغيرات المناخية تؤثر على أمراض البياض الزغبي بطرق معقدة ومتعددة:

  • زيادة الرطوبة والأمطار الغزيرة في بعض المناطق: في بعض المناطق، قد تؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة في الرطوبة والأمطار الغزيرة، مما يخلق ظروفًا أكثر مواتية لتفشي البياض الزغبي وانتشاره السريع. زيادة الرطوبة الورقية وتواتر الأمطار يعزز دورة حياة الأويميسيتات ويزيد من شدة الأوبئة.

  • تغير أنماط الأمطار وتوقيتها: تغير توقيت الأمطار الموسمية يمكن أن يغير من توقيت تفشي البياض الزغبي، وربما يجعله يتزامن مع المراحل الحرجة من نمو المحاصيل، مما يزيد من الخسائر. تقلب أنماط الأمطار بين فترات جفاف وفترات رطوبة يمكن أن يزيد من حدة الأوبئة، حيث أن النباتات المجهدة بالجفاف تصبح أكثر عرضة للإصابة عند توفر الرطوبة فجأة.

  • ارتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق: في بعض المناطق، قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تجاوز النطاق الحراري الأمثل لتطور بعض مسببات البياض الزغبي، مما قد يقلل من حدة المرض مؤقتًا. ومع ذلك، في مناطق أخرى، قد يظل متوسط درجة الحرارة ضمن النطاق المناسب أو قد يقترب منه، مما يسمح بتطور المرض بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، ارتفاع درجة الحرارة قد يزيد من الإجهاد الحراري على النباتات، مما يضعفها ويجعلها أكثر عرضة للإصابة.

  • توسع نطاق انتشار بعض الأنواع: قد يسمح ارتفاع درجة الحرارة بتوسع نطاق انتشار بعض أنواع البياض الزغبي إلى مناطق جبلية أعلى أو مناطق كانت سابقًا باردة جدًا للمرض.

  • تأثير على فعالية المكافحة الكيميائية: قد تؤثر التغيرات المناخية على فعالية بعض المبيدات الفطرية المستخدمة لمكافحة البياض الزغبي، ربما عن طريق تغيير معدل تحلل المبيدات في البيئة أو تغيير استجابة الفطر للمبيدات.

دراسة حالة : البياض الزغبي في العنب في أوروبا

يعتبر البياض الزغبي في العنب (Plasmopara viticola) من أخطر أمراض العنب في أوروبا ومناطق زراعة العنب الأخرى حول العالم. التغيرات المناخية في أوروبا تؤثر على هذا المرض بشكل كبير:

  • ارتفاع درجة الحرارة: في مناطق زراعة العنب في جنوب أوروبا، قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة في الصيف إلى تجاوز النطاق الحراري الأمثل لتطور الفطر، مما قد يقلل من حدة المرض في الصيف. ومع ذلك، في الربيع والخريف، قد تظل درجات الحرارة معتدلة ومواتية لتطور المرض.

  • تغير أنماط الأمطار: في بعض مناطق زراعة العنب في أوروبا، قد تزداد الأمطار في الربيع والخريف، وهما الفترتان الأكثر أهمية لتطور البياض الزغبي في العنب. زيادة الأمطار والرطوبة الورقية في هذه الفترات يمكن أن تزيد من خطر تفشي المرض.

  • تغير توقيت الأحداث المناخية: قد يؤدي تغير توقيت الأحداث المناخية (مثل الأمطار والندى) إلى تغيير توقيت تفشي البياض الزغبي في العنب، مما قد يتطلب تعديل استراتيجيات المكافحة لتتناسب مع التغيرات في دورة حياة المرض.

  • تطور سلالات جديدة من الفطر: التغيرات المناخية قد تزيد من الضغط التطوري على الفطر، مما قد يؤدي إلى تطور سلالات جديدة أكثر قدرة على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، أو أكثر مقاومة للمبيدات الفطرية، أو أكثر ضراوة.

استراتيجيات التكيف مع البياض الزغبي في ظل التغيرات المناخية:

لمواجهة التحديات المتزايدة لأمراض البياض الزغبي في ظل التغيرات المناخية، هناك حاجة إلى تطبيق استراتيجيات تكيف متكاملة تشمل:

  • تطوير أصناف عنب مقاومة للبياض الزغبي ومتكيفة مع المناخ المتغير: التربية النباتية لتطوير أصناف جديدة من العنب تجمع بين مقاومة عالية للبياض الزغبي وقدرة على تحمل الإجهاد المناخي (مثل الجفاف والحرارة).

  • تطبيق الممارسات الزراعية الذكية مناخياً: تحسين إدارة الري والصرف في كروم العنب، وتطبيق التقليم والتدعيم لتعزيز التهوية وتجفيف الأوراق، واستخدام الزراعة المحافظة على الموارد لتحسين صحة التربة ومقاومة النباتات.

  • استخدام نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بالمرض: توسيع وتطوير نظم الإنذار المبكر للبياض الزغبي في العنب، وتحسين دقتها وموثوقيتها، وتوفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب للمزارعين.

  • الإدارة المتكاملة للأمراض: تطبيق نهج الإدارة المتكاملة للأمراض الذي يجمع بين الممارسات الوقائية، والمكافحة البيولوجية، واستخدام المبيدات الفطرية بشكل رشيد وعند الضرورة القصوى فقط.

  • تكييف جداول المكافحة الكيميائية: تعديل جداول الرش بالمبيدات الفطرية لتتناسب مع الظروف المناخية المتغيرة وديناميكية المرض، والتركيز على التطبيقات الوقائية عند توقع ظروف مواتية لتفشي المرض.

  • التعاون الإقليمي والدولي: تبادل المعلومات والخبرات والموارد الوراثية بين مناطق زراعة العنب المختلفة لمواجهة التحدي المشترك للبياض الزغبي في ظل التغيرات المناخية.

خلاصة:

أمراض البياض الزغبي تمثل تحديًا زراعيًا كبيرًا يتفاقم بسبب التغيرات المناخية. فهم آليات تأثير المناخ المتغير على هذه الأمراض، وتطوير وتطبيق استراتيجيات تكيف فعالة ومستدامة، أمر ضروري لحماية محاصيل العنب والمحاصيل الأخرى المعرضة للبياض الزغبي، وضمان استمرار إنتاجها في عالم متغير. الاستثمار في البحث والتطوير، والتعاون بين العلماء والمزارعين وصناع السياسات، والتعليم والتوعية، كلها عناصر حيوية لتحقيق هذا الهدف.

ليست هناك تعليقات:

نص مخصص

أحدث المقالات