بوابات النبات الخضراء: استكشاف تفصيلي لأنواع الثغور النباتية ووظائفها المعقدة
الخلايا الحارسة (Guard Cells): هما خليتان متخصصتان تحيطان مباشرة بالفتحة الثغرية. تتميز هذه الخلايا بقدرتها على تغيير شكلها وحجمها استجابةً للتغيرات في ضغط الامتلاء الداخلي، مما يؤدي إلى فتح أو إغلاق الفتحة.الشكل: الشكل الأكثر شيوعًا في معظم النباتات (ثنائيات الفلقة ومعظم أحاديات الفلقة غير النجيلية) هوالشكل الكلوي (Kidney-shaped) . في النباتات النجيلية (Grasses) وبعض السعديات (Sedges)، تتخذ الخلايا الحارسة شكلاً فريدًا يشبهعصا التمرين أو الدمبل (Dumbbell-shaped) ، مع نهايات منتفخة ووسط ضيق.الجدران الخلوية: تتميز جدران الخلايا الحارسة بأنها غير متساوية في السماكة. الجدار الملاصق للفتحة الثغرية (الجدار الداخلي أو البطني) يكون عادةًأكثر سمكًا وأقل مرونة من الجدار الخارجي (الظهري) البعيد عن الفتحة، والذي يكونأرق وأكثر مرونة . هذا التباين في السماكة ضروري لآلية الفتح والإغلاق.الألياف الدقيقة للسليلوز (Cellulose Microfibrils): تنتظم الألياف الدقيقة للسليلوز في جدران الخلايا الحارسة بشكل شعاعي تقريبًا، تمتد من الجدار البطني إلى الجدار الظهري. هذا الترتيب الشعاعي (Radial micellation) يقيد التمدد العرضي للخلية الحارسة عند امتلائها بالماء، ويجبرها على الانحناء للخارج (في حالة الشكل الكلوي) أو دفع الأطراف المنتفخة بعيدًا عن بعضها البعض (في حالة شكل الدمبل)، مما يؤدي إلى فتح الفتحة الثغرية.العضيات: تحتوي الخلايا الحارسة على نواة، وسيتوبلازم، وميتوكوندريا، وشبكة إندوبلازمية، وجهاز جولجي، وعدد كبير منالبلاستيدات الخضراء (Chloroplasts) . على الرغم من قدرتها على البناء الضوئي، إلا أن دورها الرئيسي قد يكون في إنتاج ATP اللازم لتشغيل مضخات الأيونات، وفي استشعار الضوء (خاصة الأزرق). كما تحتوي على فجوات عصارية يتغير حجمها مع تغير ضغط الامتلاء.ملاحظة: تفتقر بعض الخلايا الحارسة في بعض النباتات المائية أو الطفيلية الكاملة إلى البلاستيدات الخضراء الوظيفية.
الفتحة الثغرية أو المسام (Stomatal Pore / Aperture): هي الفتحة الفعلية التي يتم من خلالها تبادل الغازات. يتغير حجم هذه الفتحة وشكلها بشكل كبير حسب درجة انفتاح الخلايا الحارسة.الخلايا المساعدة أو المجاورة (Subsidiary Cells / Neighboring Cells): هي خلايا بشرة متخصصة تحيط مباشرة بالخلايا الحارسة. تختلف هذه الخلايا غالبًا في الشكل والحجم والعدد والترتيب عن خلايا البشرة العادية الأخرى (Epidermal pavement cells).الوظيفة: تلعب دورًا هامًا في دعم وظيفة الخلايا الحارسة. يُعتقد أنها تشارك في تخزين وإطلاق الأيونات (خاصة K⁺ و Cl⁻) التي تنتقل من وإلى الخلايا الحارسة أثناء الفتح والإغلاق، مما يساعد على الحفاظ على التدرجات الأيونية اللازمة وتسهيل حركة الماء. كما أنها قد تساهم ميكانيكيًا في حركة الخلايا الحارسة.أساس التصنيف: كما سنرى، فإن عدد وترتيب وشكل هذه الخلايا المساعدة هوالأساس الرئيسي لتصنيف معظم أنواع الثغور .
الغرفة تحت الثغرية (Substomatal Chamber): هي حيز هوائي كبير غير منتظم الشكل يقع مباشرة تحت الفتحة الثغرية داخل النسيج المتوسط (الميزوفيل) للورقة.الوظيفة: تعمل كمنطقة انتشار تسهل تبادل الغازات (CO₂, O₂, H₂O) بين الفتحة الثغرية والخلايا الداخلية للورقة (خلايا النسيج المتوسط حيث يحدث البناء الضوئي). تساعد على الحفاظ على بيئة داخلية رطبة نسبيًا بالقرب من الثغر.
الفتح: استجابة لمحفزات الفتح (مثل الضوء الأزرق، انخفاض تركيز CO₂ الداخلي)، يتم ضخ البروتونات (H⁺) بنشاط من الخلايا الحارسة إلى الخارج بواسطة مضخات (H⁺-ATPase) في الغشاء البلازمي، مما يخلق تدرجًا كهروكيميائيًا. يؤدي هذا التدرج إلى تدفق أيونات البوتاسيوم (K⁺) وأيونات أخرى (مثل الكلوريد Cl⁻) إلى داخل الخلايا الحارسة عبر قنوات أيونية. قد يتم أيضًا تصنيع حمض الماليك داخل الخلايا الحارسة للمساهمة في الشحنة السالبة والتوازن الأسموزي. زيادة تركيز هذه المواد المذابة داخل الخلايا الحارسة يقلل من جهدها المائي. نتيجة لذلك، يتدفق الماء إلى داخل الخلايا الحارسة عن طريق الأسموزية من الخلايا المجاورة (الخلايا المساعدة وخلايا البشرة الأخرى) ذات الجهد المائي الأعلى. يؤدي امتلاء الخلايا الحارسة بالماء إلى زيادة ضغط الامتلاء فيها، مما يجبرها على الانحناء للخارج (بسبب الجدران غير المتساوية والترتيب الشعاعي للألياف الدقيقة) وفتح الفتحة الثغرية.الإغلاق: استجابة لمحفزات الإغلاق (مثل الظلام، ارتفاع تركيز CO₂ الداخلي، نقص الماء / هرمون حمض الأبسيسيك ABA)، تتوقف مضخات البروتون، وتفتح قنوات خروج الأيونات (K⁺ و Cl⁻)، مما يؤدي إلى تدفق الأيونات من الخلايا الحارسة إلى الخارج. هذا يزيد من الجهد المائي داخل الخلايا الحارسة، فيتدفق الماء منها إلى الخارج عن طريق الأسموزية. تفقد الخلايا الحارسة ضغط الامتلاء وتصبح رخوة (Flaccid)، مما يؤدي إلى استقامة الجدران (أو اقتراب الأطراف في شكل الدمبل) وإغلاق الفتحة الثغرية.
التشخيص والتصنيف النباتي (Taxonomy & Systematics): يمكن لنوع الثغر أن يكون سمة مميزة لمجموعات نباتية معينة (عائلات، أجناس)، مما يساعد في تحديد هوية النباتات وتتبع علاقاتها التطورية.فهم التطور (Evolution): دراسة توزيع أنواع الثغور المختلفة عبر المجموعات النباتية يمكن أن تلقي الضوء على المسارات التطورية والتكيفات التي حدثت عبر الزمن.الربط بالوظيفة والبيئة (Function & Ecology): قد يرتبط نوع معين من الثغور بوظائف فسيولوجية معينة أو بتكيفات لبيئات محددة، على الرغم من أن العلاقة بين شكل الثغر ووظيفته لا تزال مجال بحث نشط وليست دائمًا مباشرة.علم النباتات القديمة (Paleobotany): يمكن استخدام شكل وترتيب الثغور المحفوظة في حفريات الأوراق للمساعدة في تحديد النباتات القديمة وإعادة بناء البيئات الماضية.
الوصف: في هذا النوع، تكون الخلايا المحيطة بالخلايا الحارسةغير متميزة في الشكل أو الحجم أو الترتيب عن خلايا البشرة العادية الأخرى. لا توجد خلايا مساعدة حقيقية بالمعنى المورفولوجي. تبدو الخلايا الحارسة وكأنها محاطة بعدد غير محدد (عادة 3 أو أكثر) من خلايا البشرة العادية.الاسم: "Anomo" تعني "غير منتظم" أو "بدون قانون" في اليونانية. "Ranunculaceous" نسبة إلى وجوده الشائع في عائلة الحوذان (Ranunculaceae).الانتشار: يُعتبر هذا النوع هوالأكثر بدائية وشيوعًا بين ثنائيات الفلقة (Dicotyledons). يوجد في العديد من العائلات النباتية مثل الحوذانية (Ranunculaceae)، الخشخاشية (Papaveraceae)، القرعية (Cucurbitaceae)، الباذنجانية (Solanaceae)، وغيرها الكثير.الأهمية: يُنظر إليه غالبًا على أنه الحالة القاعدية أو الأصلية التي تطورت منها الأنواع الأخرى من الثغور.
الوصف: تكون الخلايا الحارسة محاطةبثلاث خلايا مساعدة ، واحدة منهاأصغر حجمًا بشكل ملحوظ من الخليتين الأخريين.الاسم: "Aniso" تعني "غير متساوي" في اليونانية. "Cruciferous" نسبة إلى وجوده الشائع في العائلة الصليبية (Cruciferae أو Brassicaceae).الانتشار: شائع جدًا في العديد من عائلات ثنائيات الفلقة، بما في ذلك الصليبية (Brassicaceae - مثل الملفوف، الخردل)، الباذنجانية (Solanaceae - مثل التبغ، البطاطس)، النعناعية (Lamiaceae)، وغيرها.التطور الجنيني (Ontogeny): ينشأ هذا النمط عادةً من انقسامات غير متساوية للخلية الأم للثغر (Guard Mother Cell - GMC) والخلايا المجاورة لها.
الوصف: تكون الخلايا الحارسة مصحوبةبخليتين مساعدتين (أو أكثر في بعض الحالات النادرة)، تقع كل خلية مساعدةموازية للمحور الطولي للخلايا الحارسة والفتحة الثغرية . أي أن الجدران الطولية للخلايا المساعدة توازي الجدران الطولية للخلايا الحارسة.الاسم: "Para" تعني "بجانب" أو "موازي" في اليونانية. "Rubiaceous" نسبة إلى وجوده الشائع في العائلة الفوية (Rubiaceae - عائلة البن).الانتشار: شائع جدًا في العديد من عائلات ثنائيات الفلقة (مثل الفوية Rubiaceae، البقولية Fabaceae/Leguminosae في بعض المجموعات، المغنولية Magnoliaceae) وبعض أحاديات الفلقة (Monocotyledons).ملاحظة: قد يكون هناك تداخل في المظهر مع النوع التالي (Diacytic) إذا كانت الثغور موجهة بشكل معين، ولكن السمة المميزة هنا هي التوازي مع المحور الطولي.
الوصف: تكون الخلايا الحارسة محاطةبخليتين مساعدتين فقط ، وتكونالجدران المشتركة بين الخلايا المساعدة والخلايا الحارسة متعامدة (بزاوية قائمة) على المحور الطولي للخلايا الحارسة والفتحة الثغرية . أي أن الخلايا المساعدة تبدو وكأنها "تعبر" منتصف الجهاز الثغري.الاسم: "Dia" تعني "عبر" أو "من خلال" في اليونانية. "Caryophyllaceous" نسبة إلى وجوده الشائع في العائلة القرنفلية (Caryophyllaceae).الانتشار: يوجد بشكل مميز في العائلة القرنفلية (Caryophyllaceae)، العائلة الشفوية/النعناعية (Lamiaceae/Labiatae)، العائلة الأقنثية (Acanthaceae)، والعديد من السراخس (Ferns).
الوصف: تكون الخلايا الحارسة محاطةبأربع خلايا مساعدة . عادةً ما تكون اثنتان منهماموازيتين للمحور الطولي للخلايا الحارسة (كما في النوع Paracytic)، واثنتانعند قطبي الخلايا الحارسة (واحدة عند كل قطب).الاسم: "Tetra" تعني "أربعة" في اليونانية.الانتشار: هذا النوع شائع جدًا ومميز للعديد من عائلاتأحاديات الفلقة (Monocotyledons) ، مثل النجيلية (Poaceae/Gramineae - الحشائش)، الزنبقية (Liliaceae)، السوسنية (Iridaceae)، والموزية (Musaceae). يوجد أيضًا في بعض ثنائيات الفلقة.ملاحظة: في الحشائش (النجيلية)، غالبًا ما يكون هذا النوع مصحوبًا بخلايا حارسة ذات شكل الدمبل.
الوصف: تكون الخلايا الحارسة محاطة بدائرة منالخلايا المساعدة التي تنتظم بشكل شعاعي حول الجهاز الثغري، تشبه أشعة النجمة أو الشمس. عدد هذه الخلايا الشعاعية متغير.الاسم: "Actino" تعني "شعاع" في اليونانية.الانتشار: يوجد في بعض عائلات ثنائيات الفلقة (مثل بعض أنواع عائلة Ebenaceae) وفي بعض السراخس والنباتات عاريات البذور (Gymnosperms).
الوصف: تكون الخلايا الحارسة محاطةبحلقة واحدة أو أكثر من الخلايا المساعدة التي تشكل دائرة ضيقة ومنتظمة حول الخلايا الحارسة. عادة ما تكون هذه الخلايا المساعدة صغيرة نسبيًا.الاسم: "Cyclo" تعني "دائرة" أو "حلقة" في اليونانية.الانتشار: يوجد في بعض عائلات ثنائيات الفلقة (مثل Buxaceae) وبعض عاريات البذور والسراخس.
الثغر سداسي الخلايا المساعدة (Hexacytic): محاط بست خلايا مساعدة، عادةً أربعة خلايا جانبية (اثنتان على كل جانب) واثنتان قطبيتان. يوجد في بعض أحاديات الفلقة.الثغر الحلزوني (Helicocytic): الخلايا المساعدة مرتبة في شكل حلزوني حول الخلايا الحارسة. نادر.ثغور غائرة (Sunken Stomata): ليست نوعًا تصنيفيًا قائمًا على الخلايا المساعدة، بل هي تكيف مورفولوجي حيث تكون الثغور غائرة تحت مستوى سطح البشرة، غالبًا داخل تجاويف أو أخاديد (Stomatal crypts) مبطنة بالشعيرات. هذا التكيف يقلل من فقدان الماء عن طريق خلق طبقة هوائية ساكنة ورطبة فوق الثغر، وهو شائع في النباتات التي تعيش في بيئات جافة (Xerophytes) مثل الصنوبريات وبعض نباتات الصحراء.ثغور مرتفعة (Raised Stomata): تكون الثغور مرتفعة فوق مستوى سطح البشرة. قد يوجد هذا في بعض النباتات التي تعيش في بيئات رطبة جدًا لتسهيل تبادل الغازات.
الشكل الكلوي (Kidney-shaped): الأكثر شيوعًا في ثنائيات الفلقة ومعظم أحاديات الفلقة غير النجيلية. آلية الفتح تعتمد بشكل أساسي على انحناء الخلية للخارج بسبب ضغط الامتلاء وتمدد الجدار الظهري المرن.شكل الدمبل أو عصا التمرين (Dumbbell-shaped): مميز للعائلة النجيلية (Poaceae) وبعض السعديات (Cyperaceae). يتكون من نهايتين منتفختين (Bulbous ends) وجزء وسطي ضيق ذي جدران سميكة. آلية الفتح هنا تختلف قليلاً؛ عند زيادة ضغط الامتلاء، تنتفخ الأطراف البصلية وتدفع بعضها البعض بعيدًا، مما يؤدي إلى فتح الفتحة الضيقة بين الأجزاء الوسطى السميكة. يُعتقد أن هذا الشكل يسمح باستجابة أسرع للتغيرات البيئية مقارنة بالشكل الكلوي.
التطور الوسيط (Mesogenous Development): تنشأ كل من الخلايا الحارسة والخلايا المساعدة من نفس الخلية الأم الأولية (Meristemoid initial) عن طريق سلسلة من الانقسامات المتساوية. تكون الخلايا المساعدة مرتبطة تطوريًا (أخوات أو بنات عم) للخلايا الحارسة. الأنواع Anisocytic و Diacytic و Paracytic غالبًا ما تتبع هذا النمط.التطور المحيطي (Perigenous Development): تنشأ الخلايا الحارسة فقط من الخلية الأم الأولية (Meristemoid initial). أما الخلايا المساعدة، فهي في الواقع خلايا بشرة عادية مجاورة لا تشارك في نفس سلالة الانقسام، ولكنها تصبح محيطة بالخلايا الحارسة وتتميز شكليًا. النوع Anomocytic هو مثال كلاسيكي لهذا النمط.التطور الوسيط-المحيطي (Mesoperigenous Development): مزيج من الاثنين. تنشأ بعض الخلايا المساعدة من نفس الخلية الأم الأولية (Mesogenous)، بينما تكون خلايا مساعدة أخرى مجاورة ذات أصل محيطي (Perigenous).
الأوراق (Leaves): الموقع الأكثر شيوعًا للثغور. يمكن أن يكون توزيعها على سطحي الورقة كالتالي:ورقة سفلية الثغور (Hypostomatous): توجد الثغور فقط على السطح السفلي (الخلفي Abaxial) للورقة. هذا هو النمط الأكثر شيوعًا في معظم الأشجار والشجيرات ثنائية الفلقة، حيث يقلل من فقدان الماء بسبب التعرض المباشر للشمس والرياح.ورقة متساوية الثغور (Amphistomatous): توجد الثغور على كلا السطحين (العلوي والسفلي) للورقة. شائع في العديد من الأعشاب وأحاديات الفلقة والنباتات التي تنمو في بيئات مشمسة ورطبة حيث يكون الحصول على CO₂ هو العامل المحدد الرئيسي.ورقة علوية الثغور (Epistomatous): توجد الثغور فقط على السطح العلوي (الأمامي Adaxial) للورقة. هذا مميز للنباتات ذات الأوراق الطافية على سطح الماء (مثل زنابق الماءNymphaea )، حيث يكون السطح السفلي مغمورًا بالماء ولا يمكنه تبادل الغازات مع الهواء.
السيقان (Stems): توجد الثغور غالبًا على السيقان الخضراء الفتية، خاصة في النباتات التي تكون فيها السيقان هي العضو الرئيسي للبناء الضوئي (مثل الصبار والنباتات عديمة الأوراق).الأزهار (Flowers): يمكن أن توجد الثغور على أجزاء الزهرة المختلفة مثل الكأسيات (Sepals)، والبتلات (Petals)، وحتى أجزاء من المبيض (Ovary) أو الثمرة النامية، ولكن وظيفتها هنا قد تكون أقل ارتباطًا بالبناء الضوئي وأكثر بتنظيم الرطوبة أو إطلاق الروائح.الثمار (Fruits): توجد الثغور على قشور الثمار النامية وتشارك في تبادل الغازات أثناء تطور الثمرة. قد تصبح غير وظيفية أو تتحول إلىعديسات (Lenticels) في الثمار الناضجة.
عشوائي (Random): في معظم ثنائيات الفلقة، تكون الثغور موزعة بشكل عشوائي إلى حد ما عبر سطح الورقة بين خلايا البشرة غير المنتظمة.صفوف متوازية (Parallel Rows): في معظم أحاديات الفلقة (خاصة النجيلية)، تكون الثغور مرتبة في صفوف طولية منتظمة توازي عروق الورقة.مناطق محددة: في بعض النباتات، قد تتركز الثغور في مناطق معينة، مثل فوق العروق أو بينها، أو في تجاويف (Crypts).
الضوء (Light): المحفز الرئيسي للفتح: بشكل عام، تفتح الثغور في وجود الضوء وتغلق في الظلام.جودة الضوء: الضوء الأزرق فعال بشكل خاص في تحفيز الفتح. تستشعره مستقبلات ضوئية خاصة (فوتوتروبين Phototropins وزياكسانثين Zeaxanthin) في الخلايا الحارسة، مما يؤدي إلى تنشيط مضخات البروتون (H⁺-ATPase) وبدء سلسلة الأحداث الأيونية التي تؤدي إلى زيادة ضغط الامتلاء والفتح. الضوء الأحمر، الذي يمتصه الكلوروفيل ويدفع البناء الضوئي، يساهم أيضًا في الفتح، ربما عن طريق استهلاك CO₂ داخل الخلية أو توفير ATP.شدة الضوء: تزداد درجة الفتح مع زيادة شدة الضوء حتى تصل إلى نقطة تشبع معينة.
تركيز ثاني أكسيد الكربون (CO₂ Concentration): التركيز الداخلي (Ci): تركيز CO₂ داخل الفراغات الهوائية للورقة (وخاصة داخل الخلايا الحارسة) له تأثير قوي.انخفاض تركيز CO₂ الداخلي (نتيجة استهلاكه في البناء الضوئي) يحفز فتح الثغور للسماح بدخول المزيد من CO₂.ارتفاع تركيز CO₂ الداخلي (عندما يتجاوز معدل التنفس معدل البناء الضوئي، أو في ظروف CO₂ خارجية عالية) يؤدي إلى إغلاق الثغور. آلية استشعار CO₂ لا تزال قيد البحث ولكنها قد تتضمن تغيرات في درجة الحموضة داخل الخلية أو مسارات إشارة أخرى.
حالة الماء في النبات (Plant Water Status) وحمض الأبسيسيك (ABA): الإجهاد المائي: عندما يعاني النبات من نقص الماء (الجفاف)، ينخفض جهد الماء في الأوراق والخلايا الحارسة. هذا يمكن أن يؤدي إلى إغلاق الثغور بطريقتين:الإغلاق الهيدرومرن (Hydropassive Closure): فقدان الماء المباشر من الخلايا الحارسة والخلايا المجاورة بسبب انخفاض جهد الماء المحيط يقلل من ضغط الامتلاء ويؤدي إلى إغلاق جزئي وسريع.الإغلاق النشط بوساطة ABA (Hydroactive Closure): استجابة للإجهاد المائي (خاصة في الجذور)، ينتج النبات الهرمون النباتيحمض الأبسيسيك (Abscisic Acid - ABA) . ينتقل ABA عبر أوعية الخشب إلى الأوراق والخلايا الحارسة. يرتبط ABA بمستقبلات خاصة على الغشاء البلازمي للخلايا الحارسة، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث (بما في ذلك تدفق Ca²⁺ إلى السيتوسول، وتغيرات في درجة الحموضة، وتثبيط مضخات البروتون، وتنشيط قنوات خروج الأنيونات والبوتاسيوم) التي تسبب تدفقًا سريعًا للأيونات والماء خارج الخلايا الحارسة، مما يؤدي إلى فقدان ضغط الامتلاء وإغلاق الثغور بقوة. يعتبر ABA الإشارة الرئيسية لإغلاق الثغور أثناء الجفاف.
رطوبة الهواء (Humidity): انخفاض رطوبة الهواء المحيط بالورقة يزيد من فرق ضغط بخار الماء (Vapor Pressure Deficit - VPD) بين داخل الورقة المشبع بالماء والهواء الخارجي الجاف. هذا يزيد من معدل النتح.تستشعر العديد من النباتات انخفاض الرطوبة (ارتفاع VPD) وتستجيب بإغلاق جزئي لثغورها للحد من فقدان الماء المفرط، حتى لو كانت حالة الماء في التربة جيدة. الآلية الدقيقة لاستشعار الرطوبة لا تزال غير مفهومة تمامًا.
درجة الحرارة (Temperature): تؤثر درجة الحرارة على معدلات التفاعلات الإنزيمية (البناء الضوئي والتنفس) وسيولة الأغشية ومعدل النتح. بشكل عام، يؤدي ارتفاع درجة الحرارة ضمن النطاق الفسيولوجي إلى زيادة فتح الثغور (لتسهيل التبريد بالنتح وزيادة امتصاص CO₂ للبناء الضوئي المتزايد). لكن درجات الحرارة المرتفعة جدًا يمكن أن تسبب إغلاق الثغور، إما بسبب الإجهاد المائي الناجم عن النتح المفرط، أو بسبب زيادة تركيز CO₂ الداخلي (حيث يزداد التنفس بشكل أسرع من البناء الضوئي عند درجات حرارة عالية جدًا)، أو كاستجابة إجهاد مباشر.
الإيقاعات اليومية (Circadian Rhythms): تمتلك العديد من النباتات "ساعة بيولوجية" داخلية تنظم فتح وإغلاق الثغور في دورة يومية تقريبية (حوالي 24 ساعة)، حتى في غياب الإشارات البيئية الخارجية (مثل الظلام المستمر). هذا يسمح للنبات بـ "توقع" شروق الشمس وغروبها وتحسين استجابته للظروف المتغيرة.
الأصل التطوري: أقدم الحفريات التي تظهر هياكل تشبه الثغور تعود إلى العصر السيلوري (قبل حوالي 430 مليون سنة) وتوجد في نباتات بسيطة تشبه الحزازيات (Bryophytes) والنباتات الوعائية المبكرة. يُعتقد أنها تطورت من مسامات أو فتحات كانت موجودة في أسلافها الطحلبية ربما لتجفيف الأعضاء التكاثرية.التطور المبكر: الثغور المبكرة كانت بسيطة نسبيًا، غالبًا بدون خلايا مساعدة واضحة (تشبه النوع Anomocytic) وربما بقدرة محدودة على التنظيم النشط للفتح والإغلاق.التنوع والتخصص: مع تطور النباتات وتنوعها وتكيفها مع بيئات مختلفة، تطورت أنواع مختلفة من الثغور ذات الخلايا المساعدة المتخصصة وأشكال الخلايا الحارسة المختلفة (مثل شكل الدمبل في الحشائش، الذي يُعتقد أنه تكيف لبيئات ذات مستويات CO₂ منخفضة وربما متغيرة).العلاقة مع مستويات CO₂: يُظهر السجل الأحفوري أن كثافة الثغور ومؤشرها على أوراق النباتات تغيرت عبر الزمن الجيولوجي، وغالبًا ما تكون مرتبطة عكسيًا مع مستويات CO₂ في الغلاف الجوي المقدرة. عندما كانت مستويات CO₂ عالية، احتاجت النباتات إلى عدد أقل من الثغور لامتصاص ما يكفي من الكربون، والعكس صحيح. هذا يجعل دراسة الثغور الأحفورية أداة قوية لإعادة بناء مستويات CO₂ القديمة (مؤشرات CO₂ القديمة Paleo-CO₂ proxies ).
كثافة الثغور (Stomatal Density - SD): هي عدد الثغور لكل وحدة مساحة من سطح الورقة (عادةً عدد الثغور لكل مليمتر مربع، stomata/mm²). تختلف كثافة الثغور بشكل كبير بين الأنواع النباتية المختلفة (من أقل من 10 إلى أكثر من 1000 stomata/mm²) وحتى داخل نفس النبات حسب ظروف النمو.مؤشر الثغور (Stomatal Index - SI): هو النسبة المئوية لعدد الثغور بالنسبة للعدد الكلي للخلايا في البشرة (الثغور + خلايا البشرة العادية) في منطقة معينة. يُعبر عنه كنسبة مئوية:SI (%) = [عدد الثغور / (عدد الثغور + عدد خلايا البشرة)] × 100يعتبر مؤشر الثغور مقياسًا أكثر استقرارًا من كثافة الثغور، لأنه أقل تأثرًا بتمدد الخلايا أثناء نمو الورقة.
الوراثة: تختلف الأنواع والسلالات المختلفة وراثيًا في كثافة ومؤشر ثغورها.البيئة أثناء تطور الورقة: شدة الضوء: الأوراق التي تنمو في ضوء عالٍ غالبًا ما يكون لديها كثافة ثغور أعلى من أوراق الظل لنفس النبات.تركيز CO₂: النمو في بيئات ذات تركيز CO₂ مرتفع غالبًا ما يؤدي إلى انخفاض كثافة ومؤشر الثغور.توفر الماء: قد يؤدي الإجهاد المائي أثناء تطور الورقة إلى انخفاض كثافة الثغور.الارتفاع: النباتات التي تنمو على ارتفاعات عالية (حيث يكون الضغط الجزئي لـ CO₂ أقل) قد تطور كثافة ثغور أعلى.
على مستوى النبات الفردي: البناء الضوئي: التحكم في امتصاص CO₂ هو المحدد الرئيسي لمعدل البناء الضوئي.النتح والتوازن المائي: التحكم في فقدان الماء ضروري لبقاء النبات، خاصة في البيئات الجافة. النتح يساهم أيضًا في تبريد الورقة ونقل الماء والمعادن من الجذور.كفاءة استخدام الماء (WUE): النسبة بين الكربون المكتسب والماء المفقود، وهي سمة مهمة للتكيف مع الجفاف وتعتمد بشكل كبير على سلوك الثغور.
على مستوى النظام البيئي: الإنتاجية الأولية: معدل البناء الضوئي للنباتات، الذي تنظمه الثغور، يحدد كمية الطاقة والكتلة الحيوية المتاحة في قاعدة الشبكات الغذائية.دورات المياه والكربون: النتح من النباتات (الذي يحدث عبر الثغور) هو مكون رئيسي في دورة المياه العالمية، حيث يعيد كميات هائلة من الماء إلى الغلاف الجوي. امتصاص CO₂ بواسطة الثغور هو المحرك الرئيسي لإزالة الكربون من الغلاف الجوي وتثبيته في الكتلة الحيوية.
على مستوى المناخ العالمي: تأثير النتح على المناخ: يؤثر بخار الماء المنبعث من النتح على تكوين السحب وهطول الأمطار ودرجة حرارة الهواء المحلي والإقليمي.تأثير امتصاص CO₂: يؤثر على تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي وبالتالي على تغير المناخ العالمي. استجابة الثغور لارتفاع CO₂ المستقبلي هي مجال بحث هام لفهم ردود فعل النباتات على تغير المناخ.
في الزراعة: إنتاجية المحاصيل: ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرة المحاصيل على امتصاص CO₂ بكفاءة مع الحفاظ على الماء.الري وكفاءة استخدام الماء: فهم سلوك الثغور يساعد في تطوير ممارسات ري أكثر كفاءة واختيار أصناف محاصيل تتحمل الجفاف وتستخدم الماء بكفاءة أعلى.تطبيق المبيدات والأسمدة الورقية: يمكن أن يؤثر فتح وإغلاق الثغور على امتصاص المواد الكيميائية المطبقة على سطح الورقة.تربية النباتات: يمكن استهداف كثافة الثغور وسلوكها كسمات للتحسين الوراثي لزيادة الإنتاجية أو تحمل الإجهاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق