أسباب فرط ثمار نخيل التمر من العذوق أثناء وجودها على الشجر ومغلفة بكيس الحماية

 

أسباب فرط ثمار نخيل التمر من العذوق أثناء وجودها على الشجر ومغلفة بكيس الحماية

يُعد فرط الثمار المبكر في نخيل التمر (Phoenix dactylifera) مشكلة شائعة قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة عندما تكون العذوق مغلفة بكيس شبكي للحماية من الطيور أو الحشرات أو الغبار. يحدث هذا الفرط عادةً في مراحل مختلفة من نمو الثمرة، مثل مرحلة الكمري (kimri) أو الخلال (khalal)، ويمكن أن يكون ناتجاً عن عوامل متعددة تشمل الفسيولوجية، والتغذوية، والمرضية، والحشرية، بالإضافة إلى العوامل البيئية. على الرغم من أن الكيس الشبكي يوفر حماية جزئية، إلا أنه قد لا يمنع بعض الأسباب الداخلية أو تلك الناتجة عن آفات صغيرة الحجم قادرة على الاختراق، أو مشكلات تتعلق بالرطوبة المحتبسة داخل الكيس إذا لم يكن التهوية كافية.

ويمكن تصنيف الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة كالتالي:

1. العوامل الفسيولوجية والتغذوية

• الإجهاد النباتي وتوازن الهرمونات: يحدث الفرط بسبب إنتاج مبكر لهرمون الإيثيلين، أو اختلال في مستويات الهرمونات مثل حمض الإندول أسيتيك (IAA)، مما يؤدي إلى انفصال الثمرة عن العذق. يزداد هذا مع الإجهاد الناتج عن حمل محصول ثقيل أو نقص المغذيات.
• نقص العناصر الغذائية: مثل نقص البوتاسيوم أو النيتروجين أو الزنك، الذي يضعف النبات ويسبب سقوط الثمار. يُنصح بتطبيق مغذيات متوازنة للحد من ذلك.
• التنافس على الموارد: في مرحلة "السقوط اليونيوي" (June drop)، يحدث سقوط طبيعي للثمار الضعيفة بسبب التنافس على الماء والمغذيات، وقد يصبح مفرطاً إذا لم يتم تخفيف العذوق بشكل صحيح.

2. العوامل البيئية

• الإجهاد المائي: نقص الري أو الري الزائد يسبب اضطراباً في امتصاص الماء، مما يؤدي إلى سقوط الثمار. على سبيل المثال، الجفاف المطول أو ارتفاع مستوى الماء الجوفي يقلل من الإنتاجية.
• الظروف الجوية المتطرفة: الحرارة العالية، الرطوبة الزائدة، أو الرياح القوية قد تسبب سقوطاً، خاصة إذا احتبست الرطوبة داخل الكيس مما يعزز التعفن.
• التعرض للصقيع أو الملوحة: درجات حرارة منخفضة أو تراكم الأملاح في التربة يؤثر على صحة النخلة ويسبب سقوطاً غير مباشر.

3. الآفات الحشرية والقوارض

• سوسة النخيل الحمراء (Red Palm Weevil): يحفر أنفاقاً في الجذع، مما يضعف النخلة ويسبب سقوط الثمار، وقد يستمر التأثير رغم التغليف إذا كانت الإصابة موجودة مسبقاً.
• عث النخيل (Date Mites): مثل Oligonychus afrasiaticus، يتغذى على الثمار بعد التلقيح، مما يغطيها بشباك ويسبب سقوطها. الكيس الشبكي قد لا يمنعها إذا كان الفتحات كبيرة.
• خنفساء حجر التمر (Date Stone Beetle): تصيب الثمار الخضراء، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة وسقوط.
• الجراد الصحراوي أو القوارض: تتغذى على الثمار مباشرة، وقد تخترق الكيس إذا لم يكن محكماً.

4. الأمراض

• تعفن الجذور أو الإصابات الفطرية: مثل مرض Omphalia أو Khamedj، الذي يدمر الأزهار والعذوق، مما يسبب سقوط الثمار.
• الاصفرار المهلك (Lethal Yellowing): يؤدي إلى سقوط الثمار الناشئة بسبب عدوى ميكوبلازما.
• الريوزيس (Rhizosis): مرض غير معروف السبب يسبب سقوطاً مبكراً للثمار مع ذبولها.

5. عوامل متعلقة بالممارسات الزراعية

• عدم التلقيح الكافي: يؤدي إلى سقوط الثمار غير الملقحة، خاصة في الأسابيع الأولى بعد التلقيح.
• التغليف غير المناسب: على الرغم من أن الكيس يحمي من الآفات الخارجية، إلا أنه قد يحبس الرطوبة إذا لم يكن شبكياً جيداً، مما يعزز التعفن أو الإصابات الفطرية.
• عدم التخفيف أو الرعاية: عدم إزالة الثمار الزائدة يزيد من التنافس والسقوط.

للحد من هذه المشكلة، يُنصح بفحص النخلة بانتظام للكشف عن الآفات أو الأمراض، وتطبيق مبيدات مناسبة، وتوفير تغذية متوازنة، وري منتظم، واستخدام منظمات نمو مثل 2,4-D أو NAA لتعزيز الاحتفاظ بالثمار. في حال استمرار المشكلة، يُفضل استشارة متخصص زراعي لتحليل التربة أو العينات.