علم أمراض النبات

عن الموقع

موقع علم أمراض النبات هو منصة متخصصة في تقديم معلومات موثوقة حول أمراض النبات وعلاجها.

أبحاث أمراض النبات

الأبحاث

نقدم أحدث الأبحاث العلمية حول أمراض النبات وطرق الوقاية منها.

مقالات أمراض النبات

المقالات

مقالات شاملة ومفيدة عن أمراض النبات وإدارتها بشكل احترافي.

تواصل معنا - موقع أمراض النبات

تواصل معنا

للاستفسارات، يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.

Prof. Khaled Arafat أستاذ أمراض النباتات
Author Image

الخميس، 6 مارس 2025

التربة: العمود الفقري لصحة النبات ومقاومة الأمراض – من الخصوبة إلى التثبيط الحيوي



 التربة: العمود الفقري لصحة النبات ومقاومة الأمراض – من الخصوبة إلى التثبيط الحيوي

 التربة:

تعتبر التربة الوسط الأساسي لنمو النباتات و مستودعًا للعديد من مسببات الأمراض النباتية. خصائص التربة الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية تلعب أدوارًا حيوية في تحديد صحة النبات ومقاومته للأمراض، وفي ديناميكية الأوبئة النباتية. فهم تأثير التربة على الأمراض النباتية ضروري لتطوير ممارسات زراعية مستدامة تقلل من مشاكل الأمراض المنقولة بالتربة وتحسن صحة النبات.

o تأثير خصوبة التربة وتركيبها على مقاومة النبات للأمراض (Effect of soil fertility and structure on plant disease resistance):

تعتبر خصوبة التربة وتركيبها من العوامل الأساسية التي تحدد صحة النبات وقوته ومقاومته للأمراض. التربة الصحية والمتوازنة توفر بيئة نمو مثالية للجذور وتعزز قدرة النبات على الدفاع عن نفسه ضد مسببات الأمراض.

  • خصوبة التربة (Soil Fertility): تشير إلى محتوى التربة من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها النبات للنمو والتطور السليم. التغذية المتوازنة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز مقاومة النبات للأمراض من خلال آليات متعددة:

    • تقوية الدفاعات التركيبية (Structural defenses): العناصر الغذائية الكافية (مثل السيليكون، الكالسيوم، البوتاسيوم) تساهم في تقوية جدر الخلايا النباتية، وتكوين بشرة سميكة، وتعزيز تراكيب الدفاع الفيزيائي الأخرى التي تعيق اختراق المسببات المرضية.

    • تعزيز الدفاعات الكيميائية (Chemical defenses): العناصر الغذائية (مثل النيتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم، العناصر الصغرى) ضرورية لعمليات الأيض النباتية التي تنتج المواد الكيميائية الدفاعية (مثل الفيتوالكسينات، الفينولات، التربينات). نقص العناصر الغذائية يقلل من قدرة النبات على إنتاج هذه المواد الدفاعية.

    • تحسين النمو العام والقدرة على التعويض (Overall growth and compensation ability): التغذية المتوازنة تعزز النمو القوي والصحي للنبات، مما يجعله أكثر قدرة على تحمل الإصابة بالمرض والتعويض عن الأضرار الناتجة عن المرض. النباتات القوية والصحية لديها احتياطيات غذائية أكبر وقدرة أكبر على إصلاح الأنسجة التالفة.

    • تأثير العناصر الغذائية الفردية:

      • النيتروجين (Nitrogen - N): النيتروجين ضروري للنمو الخضري للنبات، ولكن الإفراط في التسميد النيتروجيني قد يجعل النباتات أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض الفطرية والبكتيرية، حيث أن النمو الخضري المفرط ينتج أنسجة نباتية طرية وغنية بالنيتروجين، مما يفضل تغذية المسببات المرضية. نقص النيتروجين أيضًا يضعف النبات ويجعله أكثر عرضة لبعض الأمراض. التسميد النيتروجيني المتوازن هو المفتاح.

      • الفوسفور (Phosphorus - P): الفوسفور مهم لتطور الجذور والنمو العام للنبات. الفوسفور الكافي يعزز مقاومة النبات لبعض الأمراض الجذرية والذبول الوعائي. نقص الفوسفور يضعف النبات ويجعله أكثر عرضة للأمراض.

      • البوتاسيوم (Potassium - K): البوتاسيوم يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم الماء في النبات، ومقاومة الإجهاد، وتنشيط الإنزيمات الدفاعية، وتقوية جدر الخلايا. البوتاسيوم الكافي يعزز مقاومة النبات للعديد من الأمراض الفطرية والبكتيرية والفيروسية. نقص البوتاسيوم يضعف مقاومة النبات بشكل عام ويجعله أكثر عرضة للأمراض.

      • الكالسيوم (Calcium - Ca): الكالسيوم ضروري لتقوية جدر الخلايا النباتية وتماسك الأنسجة. الكالسيوم الكافي يعزز مقاومة النبات للأمراض التي تخترق الأنسجة النباتية، مثل بعض الأمراض الفطرية والبكتيرية التي تسبب الأعفان والتقرحات. نقص الكالسيوم يجعل الأنسجة النباتية أكثر عرضة للتلف والاختراق.

      • العناصر الصغرى (Micronutrients - مثل الحديد، الزنك، النحاس، المنغنيز، البورون، الموليبدينوم): تلعب العناصر الصغرى أدوارًا هامة في العديد من العمليات الأيضية والإنزيمية في النبات، بما في ذلك آليات الدفاع النباتية. نقص العناصر الصغرى يمكن أن يضعف النبات ويجعله أكثر عرضة للأمراض.

  • تركيب التربة (Soil Structure): يشير إلى التنظيم الفيزيائي للجسيمات الصلبة في التربة (الرمل، الطمي، الطين) والفراغات الهوائية والمائية بينها. تركيب التربة الجيد ضروري لصحة الجذور ومقاومة الأمراض:

    • الصرف والتهوية (Drainage and aeration): التربة جيدة الصرف والتهوية تسمح بوصول الأكسجين الكافي إلى الجذور وإزالة ثاني أكسيد الكربون الزائد. الجذور الصحية تحتاج إلى الأكسجين للتنفس والنمو والامتصاص الفعال للماء والعناصر الغذائية. التربة سيئة الصرف (Waterlogged soil) أو المضغوطة (Compacted soil) تقلل من التهوية وتسبب نقص الأكسجين في منطقة الجذور، مما يجهد الجذور ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجذرية (مثل عفن الجذور والبادرات الذي تسببه الفطريات البيضية Pythium و Phytophthora).

    • الاحتفاظ بالماء (Water retention): التربة ذات التركيب الجيد تحتفظ بالماء بشكل كافٍ لتلبية احتياجات النبات، ولكنها تسمح أيضًا بالصرف الزائد لمنع التشبع بالمياه. التربة الرملية جدًا لا تحتفظ بالماء بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى إجهاد الجفاف، بينما التربة الطينية جدًا قد تحتفظ بالماء الزائد وتؤدي إلى التشبع بالمياه. كلتا الحالتين (الجفاف والتشبع بالمياه) تجهد النبات وتجعله أكثر عرضة للأمراض.

    • سهولة اختراق الجذور (Root penetration): التربة ذات التركيب الجيد تسمح للجذور بالاختراق بسهولة والانتشار بشكل جيد في التربة. التربة المضغوطة أو الصلبة تعيق نمو الجذور وتجعلها سطحية وضعيفة، مما يقلل من قدرة النبات على امتصاص الماء والعناصر الغذائية ومقاومة الأمراض الجذرية.

    • نشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة (Beneficial microbial activity): التربة ذات التركيب الجيد توفر بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة (سيتم شرح ذلك لاحقًا). الكائنات الحية الدقيقة المفيدة تساهم في صحة التربة ومقاومة الأمراض.

o دور الكائنات الحية الدقيقة في التربة في مكافحة الأمراض (Role of soil microorganisms in disease suppression):

تعتبر التربة نظامًا بيئيًا معقدًا وحيويًا يضم تنوعًا هائلاً من الكائنات الحية الدقيقة (Soil microbiome)، بما في ذلك البكتيريا، الفطريات، الأكتينوميسيتات، الطلائعيات، الفيروسات، وغيرها. معظم هذه الكائنات الحية الدقيقة غير ضارة بالنباتات، والعديد منها مفيد جدًا لصحة النبات والتربة. بعض الكائنات الحية الدقيقة في التربة تلعب دورًا هامًا في مكافحة الأمراض النباتية بشكل طبيعي، وهي ظاهرة تُعرف بـ "التثبيط الحيوي للأمراض (Biological disease suppression) أو التربة المثبطة للأمراض (Disease-suppressive soils)".

آليات التثبيط الحيوي للأمراض بواسطة الكائنات الحية الدقيقة في التربة:

  • التنافس (Competition): تتنافس الكائنات الحية الدقيقة المفيدة مع المسببات المرضية على الموارد المتاحة في التربة، مثل الغذاء والمكان. الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي تنمو بسرعة وتتكاثر بكفاءة يمكن أن تتفوق على المسببات المرضية في الحصول على الموارد، مما يقلل من قدرة المسببات المرضية على البقاء والنمو وإحداث العدوى. التنافس على مصادر الكربون والنيتروجين والحديد يعتبر مهمًا في التثبيط الحيوي.

  • التضاد الحيوي (Antibiosis): تنتج بعض الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة مواد مضادة للميكروبات (Antibiotics) أو مواد سامة للمسببات المرضية. هذه المواد المضادة للميكروبات تثبط نمو وتكاثر المسببات المرضية أو تقتلها مباشرة. أمثلة على الكائنات الحية الدقيقة المنتجة للمضادات الحيوية:

    • Bacillus spp.: تنتج العديد من أنواع Bacillus مضادات حيوية متنوعة فعالة ضد الفطريات والبكتيريا الممرضة للنبات. Bacillus subtilis و Bacillus amyloliquefaciens تستخدم كمكافحة بيولوجية.

    • Streptomyces spp.: تنتج العديد من أنواع Streptomyces مضادات حيوية فعالة ضد الفطريات والبكتيريا. Streptomyces griseoviridis يستخدم كمكافحة بيولوجية.

    • Trichoderma spp.: تنتج بعض أنواع Trichoderma إنزيمات محللة لجدر الخلايا الفطرية ومضادات حيوية تثبط نمو الفطريات الممرضة. Trichoderma harzianum و Trichoderma viride تستخدم كمكافحة بيولوجية.

    • Pseudomonas spp.: تنتج بعض أنواع Pseudomonas مضادات حيوية وسيدروفورات (Siderophores) تقلل من توفر الحديد للمسببات المرضية. Pseudomonas fluorescens و Pseudomonas putida تستخدم كمكافحة بيولوجية.

  • التطفل (Parasitism): بعض الكائنات الحية الدقيقة المفيدة تتطفل على المسببات المرضية وتقتلها. الفطريات المتطفلة على الفطريات (Mycoparasites) تتطفل على الفطريات الممرضة وتتغذى عليها. البكتيريا والفيروسات المتطفلة على البكتيريا (Bacteriophages and bacterial parasites) تتطفل على البكتيريا الممرضة وتقتلها. أمثلة:

    • Trichoderma spp.: بالإضافة إلى إنتاج المضادات الحيوية، بعض أنواع Trichoderma تتطفل على الفطريات الممرضة وتتغذى عليها (Mycoparasitism).

    • Coniothyrium minitans: فطر متطفل على فطر Sclerotinia sclerotiorum المسبب للعفن الأبيض.

    • Pasteuria penetrans: بكتيريا متطفلة على النيماتودا الممرضة للنبات.

  • المقاومة الجهازية المستحثة (Induced Systemic Resistance - ISR): بعض الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة (مثل بعض أنواع البكتيريا والفطريات الجذرية) يمكن أن تستحث آليات المقاومة الجهازية في النبات، مما يجعل النبات أكثر مقاومة لمجموعة واسعة من الأمراض النباتية (الفطرية، البكتيرية، الفيروسية، النيماتودية). تنشيط المقاومة الجهازية المستحثة لا يتطلب الاتصال المباشر بين الكائن الحي الدقيق المفيد والمسبب المرضي، بل يتم تنشيطها من خلال إشارات كيميائية تنتجها الكائنات الحية الدقيقة المفيدة وتنتقل عبر النبات. أمثلة:

    • Pseudomonas fluorescens و Bacillus subtilis و Trichoderma spp.: يمكن أن تستحث المقاومة الجهازية المستحثة في العديد من النباتات.

  • التحلل الحيوي للمادة العضوية (Decomposition of organic matter): الكائنات الحية الدقيقة في التربة تلعب دورًا حاسمًا في تحلل المادة العضوية في التربة (بقايا النباتات، الأوراق المتساقطة، الأسمدة العضوية). تحلل المادة العضوية يطلق العناصر الغذائية للنبات، ويحسن تركيب التربة، ويزيد من تنوع الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة، وبعضها يمكن أن يحلل بقايا المسببات المرضية في التربة وتقليل اللقاح المرضي.

عوامل تؤثر على نشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة:

  • المادة العضوية في التربة (Soil organic matter): المادة العضوية هي المصدر الرئيسي للغذاء والطاقة للكائنات الحية الدقيقة في التربة. التربة الغنية بالمادة العضوية تدعم تنوعًا أكبر وكثافة أعلى من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة. إضافة الأسمدة العضوية، والمخلفات النباتية، ومحاصيل التغطية، تساعد في زيادة المادة العضوية في التربة وتعزيز النشاط الحيوي للتربة.

  • التهوية والصرف (Aeration and drainage): تحتاج معظم الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة إلى الأكسجين للتنفس والنمو. التربة جيدة التهوية والصرف توفر بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة المفيدة. التربة المضغوطة أو سيئة الصرف تقلل من التهوية وتعيق نشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة.

  • درجة حموضة التربة (Soil pH): تؤثر درجة حموضة التربة على تنوع ونشاط الكائنات الحية الدقيقة في التربة. معظم الكائنات الحية الدقيقة المفيدة تنشط بشكل أفضل في نطاق pH معتدل (6-7). التربة الحمضية جدًا أو القاعدية جدًا قد تقلل من تنوع ونشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة.

  • الممارسات الزراعية (Cultural practices): بعض الممارسات الزراعية يمكن أن تؤثر سلبًا أو إيجابًا على الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في التربة. الحرث المفرط للتربة، والاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية والأسمدة الكيميائية، والزراعة الأحادية المتكررة، قد تقلل من تنوع ونشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة. الممارسات الزراعية المستدامة (مثل الزراعة بدون حرث، الدورة الزراعية، الزراعة المختلطة، استخدام الأسمدة العضوية، المكافحة البيولوجية) تعزز صحة التربة والنشاط الحيوي للتربة.

o تأثير درجة حموضة التربة (pH) على نشاط المسببات المرضية (Effect of soil pH on pathogen activity):

تعتبر درجة حموضة التربة (pH) عاملًا كيميائيًا هامًا يؤثر بشكل كبير على نشاط وسلوك المسببات المرضية المنقولة بالتربة. تؤثر درجة الحموضة على:

  • نمو وتكاثر المسببات المرضية: لكل مسبب مرضي نطاق pH مثالي للنمو والتكاثر. خارج هذا النطاق المثالي، يتباطأ النمو أو يتوقف. بعض المسببات المرضية تفضل التربة الحمضية، والبعض الآخر يفضل التربة المتعادلة أو القاعدية.

    • الفطريات: معظم الفطريات الممرضة للنبات تفضل التربة الحمضية قليلاً إلى المتعادلة (pH 5.5-7.0). بعض الفطريات (مثل Rhizoctonia و Fusarium) يمكن أن تتحمل نطاقًا واسعًا من pH. بعض الفطريات الأخرى (مثل Streptomyces scabies المسبب للجرب الشائع في البطاطس) تفضل التربة القاعدية (pH 7.0-8.0).

    • البكتيريا: معظم البكتيريا الممرضة للنبات تفضل التربة المتعادلة إلى القاعدية قليلاً (pH 6.5-8.0). بعض البكتيريا (مثل Agrobacterium tumefaciens المسبب لتدرن التاج) تفضل التربة القاعدية. بعض البكتيريا الأخرى (مثل Acidovorax avenae المسبب للذبول البكتيري في الأرز) تفضل التربة الحمضية.

    • النيماتودا: تتحمل النيماتودا نطاقًا واسعًا من pH التربة، ولكن بعض الأنواع قد تفضل نطاقًا معينًا. نيماتودا تعقد الجذور (Meloidogyne) يمكن أن تنشط في نطاق pH واسع (4.5-8.5).

  • بقاء المسببات المرضية في التربة (Pathogen survival in soil): تؤثر درجة الحموضة على بقاء المسببات المرضية في التربة بين مواسم الزراعة. بعض المسببات المرضية يمكن أن تبقى حية لفترات أطول في نطاقات pH معينة. على سبيل المثال، فطر Streptomyces scabies المسبب للجرب الشائع في البطاطس يبقى حياً لفترة أطول في التربة القاعدية، مما يفسر تفاقم المرض في التربة القاعدية.

  • تفاعلات المسببات المرضية مع الكائنات الحية الدقيقة الأخرى (Pathogen interactions with other microorganisms): تؤثر درجة الحموضة على توازن الكائنات الحية الدقيقة في التربة، بما في ذلك الكائنات الحية الدقيقة المفيدة والمسببات المرضية الأخرى. قد تفضل درجة الحموضة معينة نمو وتكاثر بعض الكائنات الحية الدقيقة المفيدة التي تثبط المسببات المرضية، أو العكس. على سبيل المثال، التربة الحمضية قد تفضل نمو الفطريات (بما في ذلك بعض الفطريات الممرضة)، بينما التربة القاعدية قد تفضل نمو البكتيريا (بما في ذلك بعض البكتيريا الممرضة).

  • توفر العناصر الغذائية للنبات (Nutrient availability to plants): تؤثر درجة الحموضة على توفر العناصر الغذائية للنبات في التربة. بعض العناصر الغذائية تكون أكثر توفرًا للنبات في التربة الحمضية، والبعض الآخر في التربة المتعادلة أو القاعدية. إذا كانت درجة الحموضة غير مناسبة لنوع النبات، فقد يعاني النبات من نقص في بعض العناصر الغذائية، مما يضعفه ويجعله أكثر عرضة للأمراض. على سبيل المثال، الحديد والمنغنيز يكونان أقل توفرًا في التربة القاعدية، مما قد يؤدي إلى نقص الحديد والمنغنيز في النباتات التي تفضل التربة الحمضية.

إدارة درجة حموضة التربة للحد من الأمراض النباتية:

في بعض الحالات، يمكن تعديل درجة حموضة التربة (Soil pH management) كاستراتيجية لمكافحة بعض الأمراض النباتية المنقولة بالتربة. تعديل درجة الحموضة يجب أن يتم بحذر ومسؤولية، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات النبات العائل وخصائص التربة المحلية. طرق تعديل درجة حموضة التربة تشمل:

  • التكليس (Liming): إضافة الجير (Lime) إلى التربة لرفع درجة حموضة التربة (زيادة pH). يستخدم التكليس لتقليل حموضة التربة وجعلها أكثر ملاءمة لنمو معظم المحاصيل. التكليس يمكن أن يساعد في مكافحة بعض الأمراض التي تفضل التربة الحمضية، مثل داء العقد الجذرية في الملفوف (Clubroot of crucifers) الذي يسببه الفطر Plasmodiophora brassicae، وبعض أمراض عفن الجذور الذي تسببه الفطريات البيضية. التكليس قد يزيد من شدة بعض الأمراض الأخرى التي تفضل التربة القاعدية، مثل الجرب الشائع في البطاطس (Streptomyces scabies).

  • التحميض (Acidification): إضافة مواد حمضية إلى التربة لخفض درجة حموضة التربة (تقليل pH). يستخدم التحميض لجعل التربة أكثر حمضية لتلبية احتياجات النباتات التي تفضل التربة الحمضية (مثل التوت الأزرق والأزاليا والكاميليا). التحميض قد يساعد في مكافحة بعض الأمراض التي تفضل التربة القاعدية، مثل الجرب الشائع في البطاطس. يمكن استخدام الكبريت الزراعي، وكبريتات الحديدوز، والأسمدة الفسيولوجية الحمضية لتحميض التربة.

في الختام، التربة هي بيئة معقدة وحيوية تلعب دورًا حاسمًا في صحة النبات ومقاومته للأمراض وفي ديناميكية الأوبئة النباتية. خصوبة التربة وتركيبها ووجود الكائنات الحية الدقيقة المفيدة ودرجة حموضة التربة، كلها عوامل تؤثر بشكل كبير على حدوث الأمراض النباتية وانتشارها. فهم دور التربة في الأمراض النباتية ضروري لتطوير ممارسات زراعية مستدامة تعزز صحة التربة والنبات وتقلل من مشاكل الأمراض المنقولة بالتربة. إدارة التربة بشكل متكامل، بما في ذلك تحسين خصوبة التربة وتركيبها، وتشجيع النشاط الحيوي للتربة، وتعديل درجة حموضة التربة عند الضرورة، هي جزء أساسي من المكافحة المتكاملة للأمراض النباتية وتحقيق إنتاج زراعي مستدام.

ليست هناك تعليقات:

نص مخصص

أحدث المقالات