علم أمراض النبات

عن الموقع

موقع علم أمراض النبات هو منصة متخصصة في تقديم معلومات موثوقة حول أمراض النبات وعلاجها.

أبحاث أمراض النبات

الأبحاث

نقدم أحدث الأبحاث العلمية حول أمراض النبات وطرق الوقاية منها.

مقالات أمراض النبات

المقالات

مقالات شاملة ومفيدة عن أمراض النبات وإدارتها بشكل احترافي.

تواصل معنا - موقع أمراض النبات

تواصل معنا

للاستفسارات، يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.

Prof. Khaled Arafat أستاذ أمراض النباتات
Author Image

الاثنين، 10 مارس 2025

المكافحة المتكاملة لمرض البياض الدقيقي في الذرة الشامية: دليل شامل للمزارعين في مصر



المكافحة المتكاملة لمرض البياض الدقيقي في الذرة الشامية: دليل شامل للمزارعين في مصر

مقدمة:

يعتبر البياض الدقيقي من الأمراض الفطرية الشائعة التي تصيب الذرة الشامية (الذرة الصفراء) في مناطق عديدة حول العالم، بما في ذلك مصر. على الرغم من أنه غالباً لا يسبب خسائر فادحة مثل بعض الأمراض الأخرى في الذرة، إلا أن الإصابة الشديدة بالبياض الدقيقي يمكن أن تضعف النباتات، وتقلل من كفاءة التمثيل الضوئي، وتؤثر على النمو العام، وبالتالي قد تؤدي إلى انخفاض في إنتاجية الحبوب. لحسن الحظ، يمكن إدارة هذا المرض بنجاح من خلال تطبيق استراتيجيات المكافحة المتكاملة للأفات (IPM)، التي تركز على الوقاية والتدخلات الذكية لتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية.

مسبب مرض البياض الدقيقي في الذرة الشامية:

مرض البياض الدقيقي في الذرة الشامية تسببه مجموعة من الفطريات، ولكن الفطر الرئيسي المسبب لهذا المرض هو فطر Erysiphe graminis f. sp. maydis (وقد تجد أحياناً أسماء أخرى مثل Oidium monilioides أو Pseudoidium geminatum، ولكن Erysiphe graminis f. sp. maydis هو الأكثر شيوعاً). هذه الفطريات متخصصة في إصابة الذرة الشامية، أي أنها لا تصيب عادة محاصيل أخرى.

أعراض مرض البياض الدقيقي في الذرة الشامية:

تظهر أعراض البياض الدقيقي بشكل واضح على الأجزاء الخضراء من نبات الذرة، وخاصة الأوراق، ولكن قد تظهر أيضاً على السيقان والأغلفة والأكواز في الحالات الشديدة. الأعراض الرئيسية هي:

  • بقع بيضاء مسحوقية: العلامة المميزة للمرض هي ظهور بقع بيضاء أو رمادية فاتحة تشبه الدقيق أو المسحوق على سطح الأوراق. هذه البقع يمكن أن تظهر في البداية كنقاط صغيرة ثم تتوسع وتلتحم معاً لتغطي مساحات أكبر من الورقة.

  • موقع الإصابة: تبدأ الإصابة عادة على الأوراق السفلية القريبة من سطح التربة، ثم تنتشر تدريجياً إلى الأوراق العلوية والنبات بأكمله.

  • ملمس مسحوقي: عند لمس البقع البيضاء، يكون لها ملمس مسحوقي ناعم، ويمكن مسحها بسهولة.

  • اصفرار الأوراق: في الحالات الشديدة، قد تتحول الأوراق المصابة إلى اللون الأصفر، ثم تجف وتموت تدريجياً، خاصة الأوراق السفلية.

  • تأثير قليل على الكوز (عادة): في معظم الحالات، لا يؤثر البياض الدقيقي بشكل كبير على تكوين أو حجم الكوز بشكل مباشر، ولكن الإصابة الشديدة على الأوراق يمكن أن تقلل من كفاءة التمثيل الضوئي، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على حجم الحبوب.

  • نمو الفطر المرئي: في الظروف الرطبة، قد ترى نمواً فطرياً خيطياً دقيقاً يمتد من البقع البيضاء.

الظروف البيئية الملائمة لحدوث مرض البياض الدقيقي في الذرة الشامية:

فهم الظروف البيئية التي تشجع على تطور البياض الدقيقي يساعد في توقع خطر المرض واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة. الظروف الرئيسية التي تفضل هذا المرض في الذرة هي:

  • درجات الحرارة المعتدلة: يفضل فطر البياض الدقيقي درجات الحرارة المعتدلة، حيث تتراوح الدرجات المثالية لتطوره بين 18 إلى 25 درجة مئوية. الطقس الدافئ والمعتدل يشجع على انتشار المرض.

  • الرطوبة النسبية العالية: على عكس بعض الأمراض الفطرية الأخرى التي تتطلب رطوبة عالية على الأوراق، يحتاج البياض الدقيقي إلى رطوبة نسبية عالية في الهواء المحيط بالنبات، خاصة داخل المظلة النباتية الكثيفة. الرطوبة النسبية المثالية تتراوح بين 70% إلى 90%.

  • الظل أو أشعة الشمس غير المباشرة: يفضل الفطر الظل الجزئي أو التعرض لأشعة الشمس غير المباشرة. أشعة الشمس المباشرة والقوية يمكن أن تكون ضارة لجراثيم الفطر. الحقول المزروعة بكثافة أو المناطق المظللة داخل الحقل تكون أكثر عرضة للإصابة.

  • التهوية السيئة: ضعف التهوية داخل الحقل يزيد من الرطوبة ويقلل من تبخر الماء من الأوراق، مما يخلق بيئة رطبة ومواتية للفطر. الزراعة الكثيفة أو وجود حواجز حول الحقل تعيق حركة الهواء تزيد من خطر المرض.

  • الطقس الجاف نسبياً مع ندى الصباح: فترة من الطقس الجاف نسبياً مع وجود ندى الصباح الكثيف أو الضباب الخفيف توفر رطوبة كافية لإنبات الجراثيم في الصباح، ثم ظروف جافة نسبياً خلال النهار تساعد على انتشار الفطر وتطوره على سطح الأوراق.

  • الأصناف الحساسة: زراعة أصناف الذرة الشامية التي تكون حساسة أو قابلة للإصابة بالبياض الدقيقي تزيد من احتمالية ظهور المرض.

جدول زمني سنوي لمتابعة مزرعة الذرة الشامية لمكافحة البياض الدقيقي في الظروف المصرية (المكافحة المتكاملة IPM):

يعتمد الجدول الزمني على دورة زراعة الذرة الشامية في مصر، والتي تختلف حسب العروة (صيفي، نيلي). الجدول التالي هو مثال عام ويمكن تكييفه حسب العروة والظروف المحلية:

1. قبل الزراعة (فترة تجهيز الأرض):

  • فترة ما قبل الزراعة (حسب العروة: شتاء/ربيع أو صيف):

    • الهدف الرئيسي: إعداد الأرض بشكل جيد وتقليل مصادر العدوى الأولية للموسم القادم.

    • إجراءات مكافحة البياض الدقيقي:

      • اختيار الأصناف المقاومة أو المتحملة: عند اختيار بذور الذرة، يفضل اختيار الأصناف التي تتمتع بمقاومة أو تحمل جيد لمرض البياض الدقيقي، إذا كانت متوفرة ومناسبة لمنطقتك وظروفك. استشر المرشدين الزراعيين أو موردي البذور للحصول على معلومات حول الأصناف المتاحة ومقاومتها للأمراض.

      • دورة زراعية مناسبة: على الرغم من أن البياض الدقيقي في الذرة متخصص في الذرة، إلا أن اتباع دورة زراعية متنوعة (مثل تناوب الذرة مع محاصيل بقولية أو خضر) يمكن أن يقلل من تراكم الأمراض والآفات في التربة بشكل عام.

      • حرث بقايا المحصول السابق: بعد حصاد المحصول السابق للذرة (إذا كانت الذرة تزرع في نفس الأرض للمرة الثانية)، يجب حرث بقايا النباتات (الأوراق، السيقان، الكيزان المتبقية) ودفنها في التربة. هذا يساعد على تقليل بقاء الفطر المسبب للبياض الدقيقي في الحقل من الموسم السابق.

      • تجهيز الأرض بشكل جيد: تحضير مرقد البذور بشكل جيد، وتسوية الأرض، والتأكد من الصرف الجيد للتربة. التربة الصحية والصرف الجيد يقللان من إجهاد النباتات ويجعلونها أقل عرضة للأمراض.

2. فترة النمو الخضري المبكر (بعد الإنبات وحتى مرحلة 6 أوراق تقريباً):

  • بعد الإنبات وحتى مرحلة 6 أوراق (حسب العروة: أسابيع بعد الزراعة):

    • الهدف الرئيسي: ضمان نمو بادرات صحية، والمراقبة المبكرة للأمراض.

    • إجراءات مكافحة البياض الدقيقي:

      • زراعة المسافات الموصى بها: زراعة الذرة بالمسافات الموصى بها بين النباتات والخطوط. التباعد المناسب يساعد على تحسين التهوية داخل الحقل وتقليل الرطوبة، مما يقلل من الظروف المواتية لتطور البياض الدقيقي.

      • المراقبة الدورية المبكرة: بدء برنامج مراقبة دورية للحقل بعد الإنبات. فحص النباتات أسبوعياً على الأقل (أو كل 3-4 أيام إذا كان الطقس دافئاً ورطباً نسبياً). التركيز على الأوراق السفلية للبادرات. البحث عن أي علامات مبكرة للبياض الدقيقي (بقع بيضاء مسحوقية خفيفة).

      • الري المنتظم والمناسب: الري المنتظم ضروري للنمو الجيد للبادرات، ولكن يجب تجنب الري بالرش العلوي الذي يبلل الأوراق لفترات طويلة. يفضل الري بالتنقيط أو الري السطحي للحفاظ على الأوراق جافة قدر الإمكان.

      • تسميد متوازن: توفير التغذية المتوازنة للنباتات في المراحل المبكرة. التسميد المناسب يقوي النباتات ويجعلها أكثر مقاومة للأمراض. تجنب الإفراط في التسميد النيتروجيني الذي قد يزيد من حساسية النبات للأمراض الفطرية.

      • مكافحة الأعشاب: مكافحة الأعشاب الضارة في المراحل المبكرة من النمو. الأعشاب الضارة تتنافس مع الذرة على الماء والغذاء والضوء، وتزيد من الرطوبة داخل الحقل، وقد تكون عائلاً بديلاً لبعض الأمراض.

3. فترة النمو الخضري النشط (مرحلة 6 أوراق وحتى مرحلة التزهير):

  • مرحلة 6 أوراق وحتى مرحلة التزهير (حسب العروة: أسابيع بعد الزراعة):

    • الهدف الرئيسي: دعم النمو الخضري القوي، وحماية النباتات من الأمراض خلال فترة النمو النشط.

    • إجراءات مكافحة البياض الدقيقي:

      • المراقبة المستمرة والمتزايدة: الاستمرار في المراقبة الدورية للحقل، وزيادة وتيرة الفحص إلى مرتين أسبوعياً (أو كل يومين إذا كانت الظروف مواتية للمرض). فحص الأوراق السفلية والمتوسطة والعلوية.

      • التهوية الجيدة: التأكد من عدم وجود عوائق تعيق حركة الهواء داخل الحقل. إذا كانت الزراعة كثيفة جداً، يمكن التفكير في تخفيف النباتات (إذا كان ذلك ممكناً اقتصادياً) لتحسين التهوية.

      • إزالة الأوراق المصابة بشدة (إذا أمكن): في حالة ظهور بؤر إصابة محدودة وشديدة بالبياض الدقيقي على عدد قليل من النباتات، يمكن إزالة الأوراق المصابة بشدة وتقليل مصدر العدوى (مع مراعاة الجدوى الاقتصادية).

      • رش وقائي بيولوجي (اختياري): في المناطق التي يكون فيها تاريخ من الإصابة المتكررة بالبياض الدقيقي أو إذا كانت الظروف الجوية مواتية (معتدلة ورطبة نسبياً)، يمكن التفكير في رش وقائي بمواد مكافحة بيولوجية مثل محاليل بيكربونات البوتاسيوم أو زيوت نباتية (مثل زيت النيم). هذا يساعد على تقليل العبء المرضي.

      • الرش العلاجي الكيميائي (عند الضرورة القصوى وفقط إذا تجاوزت الإصابة الحد الاقتصادي): يجب أن يكون الرش الكيميائي هو الخيار الأخير وفقط إذا تجاوزت الإصابة بالبياض الدقيقي حداً معيناً يهدد المحصول اقتصادياً. إذا كانت الإصابة شديدة ومنتشرة بسرعة، يمكن استخدام مبيد فطري كيميائي متخصص للبياض الدقيقي. يفضل استخدام مبيدات فطرية جهازية أو شبه جهازية، والتناوب بين مجموعات المبيدات لتقليل خطر المقاومة. استشر المرشد الزراعي لتحديد المبيد المناسب والجرعة وتوقيت الرش.

4. فترة التزهير وتكوين الحبوب (مرحلة التزهير وحتى النضج):

  • مرحلة التزهير وتكوين الحبوب وحتى النضج (حسب العروة: أسابيع بعد التزهير):

    • الهدف الرئيسي: حماية النباتات خلال فترة التزهير وتكوين الحبوب، وضمان جودة المحصول.

    • إجراءات مكافحة البياض الدقيقي:

      • المراقبة المستمرة ولكن أقل تكراراً: الاستمرار في المراقبة الدورية للحقل، ولكن قد تكون أقل تكراراً قليلاً (مرة كل أسبوع تقريباً) إذا كانت الظروف الجوية حارة وجافة نسبياً، حيث أن الحرارة الشديدة تجعل الظروف أقل ملاءمة للبياض الدقيقي.

      • التركيز على الوقاية: في هذه المرحلة المتأخرة من الموسم، يفضل التركيز على الإجراءات الوقائية قدر الإمكان وتقليل استخدام المبيدات الكيميائية، خاصة مع اقتراب الحصاد.

      • رش وقائي بمواد طبيعية (اختياري): إذا كان هناك خطر مستمر للإصابة، يمكن استخدام رشات وقائية بمواد طبيعية مثل بيكربونات البوتاسيوم أو زيت النيم لحماية الأوراق.

      • تجنب الرش الكيميائي قبل الحصاد: يجب تجنب استخدام المبيدات الكيميائية قبل الحصاد بفترة كافية (فترة الأمان المحددة لكل مبيد) لضمان سلامة المحصول.

      • إدارة الري: الاستمرار في الري المنتظم ولكن تجنب الإفراط في الري والظروف الرطبة جداً داخل الحقل، خاصة في فترة تكوين الحبوب والنضج.

      • مكافحة الأعشاب: الاستمرار في مكافحة الأعشاب الضارة التي قد تزيد من الرطوبة وتقلل من التهوية.

5. فترة ما بعد الحصاد:

  • فترة ما بعد الحصاد (بعد جمع المحصول):

    • الهدف الرئيسي: تقليل مصادر العدوى للموسم القادم، وتحسين صحة التربة.

    • إجراءات مكافحة البياض الدقيقي:

      • حصاد في الوقت المناسب: حصاد الذرة في الوقت المناسب عند النضج الكامل. تأخير الحصاد قد يزيد من فرص انتشار الأمراض وتعفن الكيزان.

      • إزالة وتدمير بقايا المحصول: بعد الحصاد، يجب جمع وإزالة جميع بقايا نبات الذرة (السيقان، الأوراق، الكيزان المتبقية) من الحقل. حرق أو دفن عميق هذه المخلفات لمنع بقاء الفطر المسبب للبياض الدقيقي في الحقل وانتقال العدوى في الموسم التالي.

      • حرث الأرض: حرث الأرض بعد إزالة المخلفات النباتية يساعد على دفن أي جراثيم فطرية متبقية في التربة وتعريضها لأشعة الشمس والهواء، مما يقلل من بقائها.

      • تسميد التربة (إذا لزم الأمر): تحليل التربة وإضافة الأسمدة العضوية أو الكيميائية المتوازنة لتحسين خصوبة التربة وصحتها استعداداً للموسم الزراعي القادم.

ملاحظات هامة لنجاح المكافحة المتكاملة للبياض الدقيقي في الذرة الشامية:

  • المراقبة المنتظمة هي المفتاح: الكشف المبكر عن المرض من خلال المراقبة الدورية والمتكررة هو أساس المكافحة المتكاملة الناجحة. كلما اكتشفت المرض مبكراً، كلما كانت التدخلات أقل تكلفة وأكثر فعالية.

  • الوقاية أولاً: التركيز على الإجراءات الوقائية والممارسات الزراعية الجيدة لتقليل فرص حدوث المرض وتطوره.

  • الرش الكيميائي هو الخيار الأخير: يجب استخدام المبيدات الكيميائية كخيار أخير فقط، وعند الضرورة القصوى، وضمن إطار المكافحة المتكاملة. يجب اختيار المبيدات بعناية واستخدامها بشكل مسؤول.

  • التكيف مع الظروف المحلية: يجب تكييف هذا الجدول الزمني والاستراتيجيات وفقاً للظروف المناخية المحلية الخاصة بمنطقتك في مصر، ونوع التربة، وصنف الذرة المزروع، وتاريخ مزرعتك مع مرض البياض الدقيقي.

  • الاستشارة المتخصصة: يفضل استشارة متخصص في وقاية النباتات أو أمراض الذرة للحصول على توصيات محددة ومناسبة لمزرعتك.

  • التسجيل والتقييم المستمر: تسجيل جميع الملاحظات المتعلقة بالأمراض، والظروف الجوية، وتواريخ الرش، وأنواع المبيدات المستخدمة، وفعالية المكافحة، يساعد في تحسين استراتيجيات المكافحة المتكاملة على المدى الطويل.

ليست هناك تعليقات:

نص مخصص

أحدث المقالات